* الحب يجعلك انسانا مختلفا تدرك معناه ومفهومه الواسع ومستعدا للتضحية بكل شيء من أجله ، فما ان تقرر وضع كل شيء في كفه لا يمكنك استرداده ولا استرداد نفسك حتى . * القدر السيء لا يخبرك انه قادم فتوقعه اتيك اليوم لا غدا حتى لا تكون الصدمة اكبر . كان لابد لي أن أقدم لهجر هدية لن تنساها أبدا ولم أجد فرصة أفضل من عيد الحب هذا لكي أفعلها ، خرجت متسللا في منتصف الليل غير آبه بقوانين الحجر الصحي والظروف الاستثنائية لفايروس كورونا اللعين هذا الذي جعلنا منا معتقلين في منازلنا، لكن هجر كانت تستحق هذه المجازفة وأينما ارادت القصة ان تنتهي بي هذه الليلة فلتنتهي . شغلت محرك السيارة ومضيت في الطريق أحمل هديتي إليها وكنت قد اتصلت بها سابقا اني سأمر عليها بعد منتصف الليل لكي أراها وأمد لها ملفا مهما لا يقبل التأجيل حتى الصباح لاننا نعمل بنفس الصحيفة ، وانا أسوق تحت ظلمة الليل وكأنني الوحيد المتبقي من هذه المدينة لا أكاد أرى شيئا اخر يتحرك في الطريق صمت مريب بشكل يجعلك توقن ان مصيبة ما قادمة اليك لا محالة الا اني حاولت طرد هذه الوساويس التي بدأت بالجلوس على افكاري والسيطرة على وجداني ودواخلي فكنت اهدئ نفسي ان الجميع ملتزم بتدابير الحجر الصحي ولا يمكن ان يحذث شيء اسوء بمصادفة الشرطة واداء غرامة مالية وانا في خضم هذا العراك النفسي تهت في التفكير الى ان خرج شيء مظلم في الطريق قادم نحوي ما هذا لا يمكنني ايقاف السيارة ولا تخفيف سرعتها وبعد ذلك جا الاصطدام . ..... بدأت بالاستيقاظ رويدا رويدا والضباب يغزو رأسي وعيوني غير ان اثار الصدمة لم تنكشف وظل الضباب يحيط بكل جوانبي والموجودات حولي ثم بدأ الضباب ينقشع عني شيئا فشيئا لكن ألام الرأس لم تتركني لأكتشف ان الضباب ليس من الرؤية فقط لكنه ضباب حقيقي ولا تكاد ترى شيئا حولك ترجلت من السيارة ورحت انظر ماذا صدمت وماذا حصل في كل هذا الظرف الزمني الذي لم يتجاوز الدقيقتين لم أستطع رؤية شيء سوى ان مقدم السيارة قد دهس بالكامل وكأن ذلك الشيء هو من صدمني وليس العكس والخبر السيء ان سيارتي لن تتحرك وعلي ان اتركها خلفي . ثم خطوة خطوة اكابر الألم وقد تجاوزت المكان بأمتار كثيرة وانا أقترب من بيت هجر تنامى الشعور لدي ان هناك اشياء مريعة اخرى ستحصل فتذكرت فجأة اني احمل هدية معي رحت اتفقدها ان كانت مازالت تصلح كهدية في عيد الحب اللعين هذا ، وانا امضي بدأت أشعر بالدوار من حولي والخوف ينتهشني والقشعريرة تسري من شعيرات بدني والجو لا يزيد الا ظلاما وضبابية كلما تقدمت بالمسافة وأعمدة الانارة منطفئة بهذا المكان ومواء القطط يخترق صمت الليل وجمود هذا المكان الذي اتيت اليه، كان حييهم العتيق هذا وازقته الضيقة كمتاهة قديمة يبعث بالرعب في نفس الانسان حينها بدأت سمعت صوتا خافتا ينادي ( وخونا ... ) - لن أقف ولن أدير حتى وجهي لارى ان كان احد خلفي ليعود الصوت مجددا ومجددا ( وا خونا مبغيتيش توقف ) يا إلهي ماهذه الورطة السوداء التي اوقعت نفسي بها حينها بدأت بالتعرق وضيق في التنفس ونعيق بوم مشؤوم فوقي وكأنه يقول لي انه يوم موتك ، بدأت برفع وتيرة المشي قليلا مقنعا نفسي بتجاهل ذلك الصوت الخشن الذي كان يصيبني بمقتل كل مرة اسمعه فيها .. حتما نسيت هجر والمكان الذي اضع فيه الهدية ولا اود شيئا اخر سوى الخروج من هنا والعودة الى المنزل ، ليتجدد الصوت قائلا : (مبغيتيش توقف يللاه اجيي دابا لهنااا ) حينها بدأت بسمع وقع الاقدام متسارعا يقترب خلفي نسيت ألم رأسي وكدمات جسدي المتفرقة و رحت اركض كطلقة قوس مخترقا الضباب والرياح وكل الموجودات حولي وذلك الشيء مزال يطاردني وانا لا أدري متى اقف ومتى ينتهي هذا الكابوس وانا اركض واركض لينتهي بي المطاف بزقاق مغلق لا مفر ولا باب مفتوح وضعت ظهري على الجدار وخطوات صاحب الصوت تقترب .. وقال الم أطلب منك التوقف مرات عدة ... كنت اود ان امنحك قتلة رحيمة اما الان سأطعنك بشكل متتالي حتى تتمنى الموت ولن تجده، بريق السكين اخترق عيوني وراح بالاقتراب مني وهو يتنفس ببطئ في تلك الاثناء بدأت بالشعور انني سأفقد الوعي حالما يصل إلي، أجزاء من الثانية قبل ان يخترق الصمت صوت ارتطام شيء ثقيل في الظلام على رأسه ثم بعث شخص يرتدي عباءة سوداء ممسكا يدي واخدني بالركض مجددا في هذه المرة كنت اجري فقط دون شعور او روح ولا أدري من انقدني ولا حتى كيف حصل هذا كنت فاقدا للوعي وانا مستيقظ ، توقفنا في زقاق اخر ثم امسكني صاحب العباءة من كتفي ويقول لي : ان الخطر لم يذهب بعد وان هجر في المستشفى الان بعدما اصابها احد ما بسيارة سوداء مجهولة بعدما كانت في انتظارك ، فور سماعي ان هجر في المشفى وكأني بي استيقظت من الموت استجمعت نفسي قليلا وقلته له من أنت ليزيح الغطاء الذي كان يضعه فكان نزار الذي يعمل معي هو الاخر بالصحيفة فقلت له ماذا حصل وماذا يحصل هنا بصوت خافت قال : انها عواقب مقالاتنا وصورنا التي نشرنا على المدعو السوفياتي هو من فعل هذا وسيفعل اشياء اخرى .. فقلت له ماذا سنفعل الان ايها الصديق وكيف علمت هذا ؟ - علينا الخروج من هنا اولا ؛ وهناك رانية هنا ايضا بالسيارة تنتظرنا ، كيف علمت هذه قصة طويلة ليس المكان المناسب لسردها . ركضنا بسرعة خاطفة والوجهة سيارة رانية وما ان تجاوزنا ازقة هذا الحي الملعون حتى بدأت المطاردة مجددا من ملثمين متوشحين السواد؛ ربما السياقة الجريئة والمتهورة تنفع في شيء احيانا وهم يقتربون منا وبدأو بالاستعداد لاخراج اسلحتهم ظهرت رانية كمطر الغيث بعد الجفاف فاتحة ابواب السيارة لا ندري كيف قفزنا اليها ولا كيف اغلقنا السيارة ولا كيف انتقلنا من ظلام الازقة الى السيارة .. لا صوت الا من زفير والتقاط صعب للانفاس وصوت العجلات وهي تحتك بالارض ولف ودوارن ثم طريق مستقيم ثم وصلنا للمشفى اخيرا من اجل هجر قفزت كالمجنون لغرفتها لاجدها مزالت في غرفة الانعاش ونزار يقف باليمين ورانية باليسار وقد وصلتنا رسالة صوتية على تطبيق الواتساب في وقت واحد فيها : ... ا تظنون أنكم نجوتم .. اللعبة بدأت للتو ، عيد حب سعيد.
top of page
bottom of page
Comments