وحدتك تلهمك
- نسيمة مداني
- 16 يونيو
- 2 دقيقة قراءة
وحدتك تلهمك...
كلما كبرت وحدك كلما زاد إبداعك...
حين تحاط بالعديد من الطاقات البشرية، كثرة الناس ونفوسها تطمس هويتك!
يختفي كل مميز فيك، إنطواؤك قوة تقرب منك كل ماهو موجود، حين تتسائل، حين تجيب، حين تكتشف... تضيء روحك وتجمع أقساطها لتخلق نسخة حقيقية من نفسك، لتكون إصدارا ذاتيا ولذاتك...حين تخفق فتتعلم لوحدك حين تبكي وتمسح دموعك، فقط نفسك من تجبر بك، نصائح الناس مجرد تجارب أخفقوا فيها وأرادوا تسويتها على حسابك!
إن كثرة الآراء والأشخاص تجعل منك هويات أخرى تخفي جوهرك وفكرك ، التعرف على إحساسك والإنغماس فيه يقوي فكرك وينميه... كشربة ماء صافي يخلو من معكرات الطبيعة... كالطفل البريء الخالي من القيود... كالموج الهادئ في الليل ، لماذا الليل ؟ لأنه وقت الإستمتاع بالوحدة بعيدا عن كل ما يعكر صفوك ويزعج آذانك... كل هذا يشكل منك موسوعة فكرية. لا الكتب ولا الأوراق تجعل منك مفكرا، لولا ذاتك الملمة بالأفكار لما كنت قابلا لصناعة شيء، ففاقد الشيء لا يعطيه.... كن أنت وفكر، استطلع ، ابحث ، أنتج وعارض..
الفكر هو فطرة جينية موجودة فيك ، الكتب والكلمات تخرجها وتظهرها ،...
أيساعدك محيطك و الآليات الخارجية على الاستمرار ؟ أم نفسك من تخول له هذا ؟
لولا عقلك ومايشمله من أفكار وتساؤلات...
كلما يدور حولك هي مؤثرات نفسية قد تزعجك وتوحي لك العديد من الأفكار فأنت بشر في جميع الأحوال! لكن لا تجعلها تحشر هويتك ، تعلم الرفض فأنا مسؤول عني...
الوسط هو آلية من الآليات التي أنعمت بها، إما أن يدمرك فتعيد نفسك للبناء من جديد بناء على ذلك الهدم، أو يقويك فتزداد علا ، أنت أمام خيارين كلاهما أساسهما ومخرجهما البناء والإنتاج.... محيطك هو مصدرك الأول للمثابرة في جميع حالاته وإن وجدت فيك إشارات فكرية ستسقيك من نفعها.... ذكاؤك الوجودي يحميك ويرشدك..
المفكر أو الملهم هو شخص يعرف نفسه معرفة حقيقية لا تبعية، يرى كل من حوله بمنظوره الخاص، يلاحظ ثم يحلل كل ماهو بديهي للوصول إلى ماهو عميق....وجود الشر في حياتك يلهمك ووجود الخير يلهمك، أن تختار الحياة التي تناسبك رغم كل الظروف هي حكمة وصاحب الحكمة هو صاحب فكرة يلهم ذاته ومن حوله...
وحدتك هي قوة مصدرها أنت وأفكارك... لا العلاقات ولا الضجة ولا الإنفتاح عن الناس يعطيك شيئا! أفكارك، عقلك، وجودك يظهرك! .... التجارب مهمة، الإخفاقات مهمة ، الخيبات مهمة.... ولكن إن جهلت نفسك فستتعلم حسب أفكار الناس فتصبح تابعا للقطيع والصيحات ، ستختلط هويتك مع الهويات ، أفكارك تندرج ضمن أفكار الكل...فتفقد نفسك...
كن أنت واستمتع بنفسك واجعل نفسك وحيدة بعيدة عن الزحام كالطفل المتحرر من القيود...كالشمس الساطعة في الصباح، كالقمر المضيء في الليل...
تعليقات