top of page
بحث

طلبة الطب و الصيدلة: أية مطالب ؟

writersmoroccan

بقلم: حنان الإدريسي

لطالما كان الطب إلى جانب مهن الصحة من صيدلة و تمريض مهنا نبيلة يرجى ثوابها قبل أي أجر آخر. و لطالما كان الطبيب و كافة المشاركين في عملية الوقاية و العلاج من أحرص الناس على صحة الإنسان و كرامته بغض النظر عن الاستثناءات التي قد يذكرها بعضكم ، أيها القراء الأعزاء. و إن لهذا الطبيب لواجبات عليه القيام بها على أحسن وجه ، لكن كيف يمكن ذلك في ظل غياب الظروف الملائمة و البنيات التحتية الأساسية ؟ إن هذا السؤال لهو الترجمة الأساسية لهاجس كل طبيب أو صيدلي أو ممرض و هو ما يؤرق نوم كل طالب سينتحل إحدى هذه الصفات مستقبلا و ما جعل مطالب طلبة الطب و العلوم الصحية متعلقة أساسا بجودة التكوين منذ فجر نضالهم خلال عدة مراحل لعل ابرزها نضال سنة 2015 ثم 2019 و نضال الساعة تحت شعار : " جودة التكوين الطبي و الصيدلي خط أحمر". و لكي لا أطيل الحديث ، دعني أيها القارئ العزيز أوضح لكم ، نيابة عن زملائي مطالبنا و أهدافنا وراء هذا النضال: أولا، تكوين الطبيب و كل مهنيي الصحة لا يمكن بتاتا أن يقتصر على التكوين النظري فقط ، و ذلك راجع لكوننا نتعامل مع الإنسان و كل إنسان هو كائن مختلف عن الآخر على جميع المستويات و هذا ما يجعل مرضا معينا يختلف من أشخاص إلى آخرين و طبيعة التعامل معه تختلف كذلك حسب وضعية الشخص الفيزيولوجية كما النفسية الاجتماعية! و كلما تعامل مهنيو الصحة مع عدد أكبر من المرضى كلما زاد استيعابهم للمرض و قدرتهم على علاجه بشكل أفضل! لكن كيف يتحقق ذلك في ظل ظروف الاكتظاظ التي تجعل خمسة طلبة أمام حالة سريرية واحدة ؟ دون أن ننسى طلبة بعض الكليات الذين شارفوا على التخرج دون أن يحظوا و لو بتدريب واحد في مستشفى جامعي يضمن لهم جودة تكوينهم. ثانيا، فإن المستشفى الذي من المفترض أن يكون مجهزا بكل ما يسمح لمهنيي الصحة بممارسة خدمتهم و تقديمها على أحسن وجه للمريض قد يفتقر أحيانا لأبسط التجهيزات او يتوفر على عدد محدود منها، مما يجعل الطالب عاجزا على دراسة المرض من كافة النواحي و هذا ينقص من جودة تكوينه. ثالثا،قرار الست سنوات الغير متوقع و المجهول؛ إن حاجة الوطن للأطباء لا تعني أن نقلص مدة تكوينهم إنما يستدعي الرفع من جودة تكوينهم لأن الحكمة في الجودة ليست في العدد. زد على ذلك ، فإن مثل هاته القرارات المباغتة الغير مرفوقة بتوضيحات حول مصير الطلبة بعد ست سنوات من التكوين و قيمة الديبلوم الممنوح . كما أن فرض هذا القرار على الدفعات التي ولجت كليات الطب قبل صدوره إنما نقض للتعاقد الأول الذي جرى بين الطالب و المنظومة و ضرب في طموحاته و تطلعاته مما يزعزع سكينته و يضيف إلى الضغط الذي يشعر به بسبب طول المنهج و صعوبة التحصيل العلمي ضغط التفكير في مستقبله و مآله بعد سنوات الجد والاجتهاد. أخيرا و ليس آخرا ، فإن طلبة الطب و كل المهن الصحية يزاولون تداريبهم الاستشفائية في ظل ظروف مزرية و خلال ساعات طويلة فقد تصل ساعات المداومات الليلية وحدها في بعض المصالح الاستشفائية إلى 48 ساعة أسبوعيا ، و ذلك مقابل منحة قدرها 21 درهما لليوم الواحد و الاسوء من ذلك أن الطلبة لا يتقاضونها في وقتها المحدد هذا إن تم صرفها لهم! و إن تناولي لهذه النقطة بل و مطالبتنا ، كطلبة الطب بحل لهذه الوضعية ، ليس لأننا نهتم بالجانب المادي إنما لأن تلك المنحة الرذيئة تشكل للبعض مصدر دخلهم الوحيد الذي يمكنهم من كراء غرفة مشتركة لإتمام دراستهم أو لشراء المناهج الدراسية أو سد مصاريف النقل! و ربما هذا ما يجعل منه مناضلا يدافع عن حقوقه و ليس مسيسا و لا متطفلا على غير مجاله ! خلاصة القول ، عزيزي القارئ، فإني لا أكتب اليوم لنيل الإعجاب و لا لجذب الانتباه إنما أعبر عن مطالبي كطالبة طب نيابة عن زملائي في المنظومة الصحية ككل. و أكتب أيضا لتنوير الرأي العام و لتوضيح مطالبنا كي لا تتلاعب بعض المنابر الصحفية بعواطفكم و تشعل نار الكراهية بيننا و بين زملائنا القادمين من دول أخرى ، كما يجدر بي أن أشير إلى كون نضال طلبة الطب و مهن الصحة عموما هو نضال من أجل خدمات صحية تليق بك عزيزي القارئ و تضمن لك حقك و كرامتك ، ثم إنه لنضال من أجل مغرب الغد ، مغرب يفخر بأطبائه و صيادلته ليس لكثرتهم بل لكفاءتهم العالية!

٢٣ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

جلسات

Kommentare


Post: Blog2 Post
bottom of page