استفزني مشهدُ موت الإنسانية في البشَرْ
وتساقطت الأَحزانُ شوقًا على صَدَرْ
والقلب لم يعرف عن أي وطن يحزن فَحْتَرْ
وهذه خلوتي في بيتٍ صغير في خيالي كالقَصرْ
هنا أفكر
وأتساءل و أتساءل... أتساءل عن سورية وعن المفَرْ
أسأل كيف.. لبلادٍ لها تاريخُ مهد حضارة البَشرْ ؟
أنْ تصبحَ كأرض صفصف ملساء لا حياة فيها ولا الشجَرْ
وكيف أصبح السوري في سوريا أسيرْ ؟
والمستبد في قصره أميرْ
والسوري خارج سوريا لاجئ قَتِرْ
والديكتاتور واهم نفسه من العرش ما في تغيِيرْ
نمرود عصرنا هذا جعل بلاده خردة وصدر فيها تصدِيرْ
أعطى الخط الأخضر لروس وإيران ...واغتال بلاده في الدهَرْ
أغتالها بخنجر مدسوس بسم الغدَرْ
يقول الديك أنا الأسد ونسى
أنه من ال وحش يهود أصبهان وإنْ هو لأصله قد طَمَرْ
فديك الحارة مات وخلفه من هو اشد عنفا يا نزار
وتساءلت و تسألت .... عن سورية وعن المَفَرْ ؟
تساءلت عن المدن العتيقةِ وعن تاريخها و أبوابها ضَيِقَةِ المَمَرْ
وتساءلت كيف ...دمشق انشق جرحها وتعمقْ وأصبحتْ تلك الحيفاء ثَبرْ ؟
وحلب حلبوا منها دماء شهداء وابكوه ما شاء من الأُسَرْ
وأصبحت حلبة لحربٍ أهلية وإخوة بعضهم لبعض في تذامُرْ
وعن ادلب ترددت على ماذا أتسأل وأكتب من الشِعَرْ؟
فهل أتساءل عن مجازر حماة الأُولى و الثانية وجسر الشغوف أم عن مذابح سجن تدمِيرْ
أم عن الباصات الخَضرْ
وكيف الجولان انجلت عن الأنظار وراحت عن أبطال أكتوبَرْ ؟
وضاع باب من أبواب فتح المبين وداع حلم ثأَرْ
ضاعت القدس وهي في أعناق كل من استهزأ من القضية ودَخرْ
وتساءلت كيف ... لحكامنا في هذا الزمن غارقين في نوم على دفئ مال
النفط والشعب وهم بلا ضمير ولا فِكرْ ؟
صواريخ الأعداء تمطر على الأرض وتزرع ما طابة و طازج من البطالة والفَقَرْ
لا ضمير للعالم ولا حقوق الانسان نرى... وإن هم من أكاذيب ابريل وصنع
أمريكا و اتباع الأعْوَرْ
جاء الربيع العربي وثار الأحرَارْ
قمِعَوا واستشهدوا وعلى أيديهم لافتات الحَظَر
وكنهاية رواية مأساوية أكمل تنظيم الدولة ما فعله الطاغية من غدَرْ
فقتلوا الأبرياء و الأديان بكل عزٍ وفَخَرْ
وتساءلت .... عن الأب ونساء والأطفال في هذا الاضطهاد وعن المفَرْ
وعن الرضيع يبكي عن حضن أمٍ فقده في قصفٍ في صلاة الفَجَرْ
لقد أرسلت
وعن الأب عن دنانير معدودة وعن لقمة العيش هو في بَحْتَرْ
وعن الطفولة التي كسلسلة من القَصَصْ تسرد لنا من صُوَرْ
كثيرا مِنَ العِبرْ
تسرد لنا بلسان الطفل في صورْ
تسرد عن إيلان الذي مات على ضفاف البحرْ
وكيف كانت أمواجه أرحم له من البشرْ ؟
تسرد بلسان رغد وهي تقول لا تمزق ملابس جديدة ووجهها شلال من دماء الغدَرْ
وعن عمران الذي يمسح خده من دم بكل براءة وخجل بصورة تلخص لنا كثير من القَهَرْ
وعن أطفال المخيم خيمته في غرق وجسمهم الملائكي من البرد يقْشَعِرْ
تسرد لنا خلاصة المشهد بلسان من يقول سأخبر الله
بكل شيء فالله أكبر وإن الإنسان استكْبَرْ
الطفولة سردت وسردت ... ولا تزال تسرد لنا العبر من الصورْ
ربي قال ذكر المؤمن فوجب التذكِيرْ
قلت أذكر نخوة العروبة على إسلام فلم يغرن مال ابو لهب وما له وكنا عليه دُخَرْ
و أذكِرُ أَن بعد العسر يُسَرْ
فلا يسر بلا عسر ولا عسر بلا يُسَرْ
فهذا مكتوبنا ومن النمرود قد صَدَرْ
سجود الله هو المعين وهو السميع العليم والأكْبَرْ
خُسفتْ سوريا من ضوء الشمس والقَمَرْ
فمتى ستنسحب غيمة السوداء من سماءِ الشامِ ونرى ضوء الشمس والقَمَرْ
Comments