تغير وقع الموسيقى مجددا، أو خيل لي كالعادة. فقدت السيطرة على واقعي وعلى أحلامي. اختلط العالمين مما سحبني في دوامة تفكير لا متناهية. بدأ الأمر منذ أسبوع أو أكثر. منذ وفاة أهم شخص في حياتي، شخص أضفى طابع الحياة على الحياة. هو دافعي لإكمال بؤسي بالسعادة وتغيير مزاجي. ابتسامته كفيلة بإشعاع النور ودحض الظلام، وهدوء جديته نبع لتهذيب الصداع وخلق السلام.
واجهنا الصعاب معا بدون تردد أو إستسلام، ولم تمنعنا محاولات الزمن العابثة من التقدم إلى الأمام.
توالت الخلافات بيننا بدون حقد أو ضغينة. كنت نوح في نظره، وفي نظري كان السفينة. غريب أمر البشر وتعلقهم التافه ببعضهم البعض. تشبث الطرف الأول بالثاني في علاقة واهية بهدف الصمود. يشاع أن المشاعر هي التي تضفي الإنسانية على وجودنا، فهل يجب أن نعاني في إطار افتخارنا بالتميز عن باقي الكائنات؟
هل هاذا الفراغ الموحش بداخلي هو ما يجعلني أنتمي لمنظومة خلقت للويلات؟ إن كان الجواب نعم، فأفضل الاختلاء في غابة بعيدة عن بني جنسي، والتجرد من الملابس والإقتيات على الأعشاب. ومع ذلك لن أسلم من مضايقاتهم فهذا أمر مؤكد، لأن الرابط بيننا أقوى من أن يتم قطعه بالوحدة.
والدليل على ذلك جلوسي بعيادتك والحديث المطول عما يجول بخاطري، وتظاهرك بأنك مغاير عن الباقي وأنت تنتظر نهاية المحادثة لتحدد جلسة أخرى.
-إذن أنت تعلم أن المدة التي حددتها بأسبوع كانت قبل ٥ سنوات؟
-أراك الأسبوع المقبل.
-أكيد.
بقلم: المعتز بالله
للمزيد من المنتوجات الادبية المرجو متابعتنا على صفحة @moroccan_writers
Comentários