السعادة شعور نادر قلَّما يجده الانسان في حياته بقدر ايجاد منبع مياه في صحراء قاحلة .
يحذث ان يود المرء أن ينسى نفسه ولا يعود لماضيه أبدا، الا ان الحياة لا تجري بما نريده وانما بما تريد، وتفجير المفاجآت السيئة ماركة مسجلة باسمها، فلا تدري متى يتجسد الماضي أمامك بكل وضوح فقد يآتيك على هيئة مكالمة هاتفية او رسالة قديمة او شريط مصور او ربما وانت تمر بأحد زوايا منزلك وتسمع حذيثا يقلب حياتك رأسا على عقب، حينها تصير في حرب مع الماضي والحاضر والمستقبل عند ذلك ستكون تائها في تلك الصحراء القاحلة واثناء بحثك عن الحقيقة تجد منبع مياه فلا تدري ان كان صالحا للشرب او عكس ذلك لكن لا سبيل للتراجع عليك النزول لشرب تلك المياه كيفما كان حالها وعندما تروي عطشك حينها تبدأ القصة .
- هل نبدأ كل شيء من أوله؟
ما إسمك ؟
جلال إيسيام ويمكنكم منادتي بشاهين.
- جلال إيسيام من مواليد شهر ديسمبر 1987 ما مهنتك ؟
عسكري، او بالاحري كنت عسكريا واخدت تقاعدي قبل سنتين من الان .
- ماذا كانت رتبتك ؟
رقيب اول ضمن القوات الخاصة .
- ماذا حذث في ذلك اليوم، ايمكنك ان تخبرنا عما حذث ذلك الصباح ؟
حصل كل شيء فجأة، كنت قد اشتريت لها هدية بمناسبة عيد ميلادها لطالما أرادت امتلاك كلب صغير وكنت قد أعددت كل شيء من اجلها فقدمت لها هديتها في سلة صغيرة كانت سعيدة جدا بذلك فقد احبت الهدية التي طال انتظارها كثيرا، وانا أحببت نظرات الفرحة في عيونها أكثر من اي شيء اخر في هذه الدنيا، كانت طفلتي الصغيرة الشيء الوحيد الذي يدفعني لرؤية الحياة بشكل اجمل .
- ماذا عن والدتها ؟
لقد انفصلنا عندما كان عمر زيليش خمس 5 سنوات.
- اكمل لنا تتمة احذاث ذلك اليوم
بعد ان قدمت لها الهدية اخدت شيشكن الذي سمته بنفسها وراحت تلعب مع باقي الاطفال الحاضرون لتلك الحفلة واخدت سماعات الاذن واستلقيت على العشب أسمع الموسيقى وانا انظر الى السماء كان شعورا جميلا للغاية وكأنني أقف على باب الجنة وما كادت تنتهي القطعة الموسيقي الثانية لتنتهي حتى قاطعني صوت الصراخ وطلقات الرصاص، انطلقت كالمجنون نحو اللامكان باحثا عن زيليش اخرجت مسدسي واخدت اطلق النار على المهاجمين وعيني تطوف باحثة عن طفلتي فجأة انتهى كل شيء أرديت منهم من أرديت، وكانت فتاتي ايضا ساقطة في الارض مدرجة بدماءها ضممت الي صارخا باكيا مستنجدا ان تبقى طفلتي على قيد الحياة اسودت المشاهد بين عيني .
- من قام بهذا الهجوم هل هي منظمة ارهابية ؟
لا ليسوا كذلك
- ومن اين لك ان تعلم هذا ؟
كنت قد أصبت واحدا منهم قبل ان يلفظ انفاسه واخبرني انهم جاءوا لهدف اغتيال رجل واحد .
- من هذا الرجل ؟
محمد إينجه .
- هل وجدت شيئا اخر ؟
نعم كان في جيب احد القتلة قصاصة ورق صغيرة وعليها رقم لوحة سيارة
يبدو انها لمحمد اينجه .
بعد مرور سنة
يتبع ..
Comments