يا ليت هذه الامة طالعت تاريخها لكان تغير حالها يا ليتهم تذكروا مجدهم التليد واستلهموا روح البناء الجديد من ذهب الرجال الذين سطروا ملاحم اسطورية كتبها التاريخ بخط عريق بمداد معطر بالعنبر يروي عن رجال وهبوا حياتهم التي اغلى ما لديهم في سبيل نصرة الله ودينه وهذه الامة النائمة على جبل من التاريخ المشع بالبطولات والامجاد ونستحضر هنا قصة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما جاء طلب لديه من عمرو بن العاص يطلب المدد لفتح مصر فكتب اليه بن الخطاب :
(أما بعد: فإني أمددتك بأربعة آلاف رجل، على كل ألف: رجل منهم مقام الألف: الزبير بن العوام، والمقداد بن عمرو، وعبادة من الصامت، ومسلمة بن مخلد).
وتكفي هذه القصة حذيثا .
.ومن التاريخ الاسلامي الذي فيه الكثير من المآثر والمناقب والبطولات كنا قد تحذثنا في الحلقة السابقة عن جزء من الخلافة الرشيدة وسنمر على الانطلاقة و
بداية الدولة الأموية مع معاوية بن أبي سفيان وبداية تكون ملامح الدولة الأموية .
بدأت الدولة الأموية في عام 41 هجريا الموافق 750 ميلاديا وتعتبر هي أكبر دولة إسلامية أقيمت ، كما هي ثان خلافة في تاريخ الإسلام ، وواحدة من أهم وأكبر الدول الحاكمة في العالم ، واستمر مدة حكمها لما يقارب من 91 عاما أي ما يقارب قرن من الزمان ، أما عاصمتها فكانت في مدينة دمشق ، وامتدت حدودها من الصين شرقا إلى جنوب فرنسا غربا.
وقبل بداية الدولة الأموية تولى معاوية ولاية الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ، ثم بعد فتنة مقتل عثمان بن عفان نشب نزاع بين علي بن أبي طالب وبين معاوية ، حتى وصل الخلاف إلى عهد الحسن ابن علي بن أبي طالب ، فتنازل الحسن عن الخلافة لصالح معاوية ، ومن هنا كانت بداية تأسيس الدولة الأموية.
عهد معاوية بن أبي سفيان :
قام معاوية بن أبي سفيان بنشر العديد من مظاهر الحكم والإدارة مثل جعله الخلافة وراثية فعهد بها إلى ابنه يزيد ، وأحاط نفسه بملك كبير يحيطه الحراس ، وقام بإنشاء ديوان الخاتم ، ونظام البريد ، وبعد وفاة يزيد بن معاوية اضطربت الأمور في الدولة ونشأت الخلافات فطالب الزبير بتولي الخلافة ، ولكن قام عبد الملك بن مروان هو أيضا بالمطالبة بها فقام بقتل الزبير في مكة عام 73 هجريا.
عبد الملك بن مروان، الخليفة الخامس من خلفاء بنى أمية ويعتبر المؤسس الثانى للدولة الأموية، بعد الخليفة الأموى الأول معاوية بن أبى سفيان، وذلك بعد القضاء على آخر معاقل المعارضين لدولة الأمويين وبالتحديد بالقضاء على عبد بن الزبير .
ولا يسع ان نذكر كل شيء عن دولة امتدت لقرابة قرن من الزمن وتوسعت إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقا حتى جنوب فرنسا غربا، وتمكنت من فتح أفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال الى نهر سند ومنغوليا وامتدت إلى القوقاز .
من مآثر الخلافة الاموية :
عملت في مجال السياسة الخارجية على إحياء حركات الفتوحات وأضافت أراضٍ جديدة للدولة الإسلامية.
كانت لهم في الشرق حركات كثيرة، وخصوصا في بلاد السند وبلاد ما وراء النهر وأطراف الهند.
وكان هم في الغرب فتوحات كثيرة فاستكملوا فتح الأندلس وضموها لبلاد المسلمين.
القضاء علي الفتن والقلاقل وتوحيد رقعة العالم الإسلامي تحت راية واحدة.
تنقيط القران الكريم وتوسعة الحرمين الحرم المكي والحرم المدنية.
بناء الجامع الأموي الكبير بدمشق وبناء مسجد قبة الصخرة بالقدس الشريف.
عم الرخاء بالعصر الاموي وبالتالي ازدهر العلم والثقافة، حيث قاموا بتعريب العلوم المختلفة من عدة لغات كاليونانية وغيرها وازدهر الشعر فيها وكان العصر الاموي بوابة لظهور افضل الشعراء والعلماء وأجودهم .
تمكنت الدولة العباسية من القيام، والبدء بعد أن انتصر العباسيون على جيوش الأمويين في المعارك التي دارت بينهم في كل من الشام والعراق، وأهمها معركة الذئبة التي كانت عام 750 ميلادية و 132 هجرية، وانتهت بانتصار العباسيون وكان الخليفة الأموي في ذلك الوقت هو محمد بن مروان، ثم بدأ العباسيون يلاحقون بني أمية في كل من المغرب العربي وبلاد الشام ومصر.
اعرف المزيد
ملخص كتاب تاريخ الدولة العباسية الخلافة العباسية من التأسيس حتى السقوط محمد سهيل طقوش
مرت الخلافة العباسية بالكثير من الأحداث التي لها أثرها في التاريخ الإسلامي، من بداية تولي (آل العباس) الخلافة، ومطالبة الطالبيين بحقهم في الخلافة، مرورًا بالتخلص من (أبو مسلم الخراساني)، ومنح الفرصة للمسلمين غير العرب للظهور على الساحة السياسية، وانفصال بعض الدول عن دولة الخلافة، والكثير من الأحداث السياسية التي حدثت على مدار العصور العباسية الثلاثة بداية بتأسيس الدولة عبروا بمرحلة الفوضى واستلام القادة العسكريين لزمام وظهور دول اخرى كذلك ثم نهاية بالاضمحلال والعياء وانتشار اللهو والفساد .
مراحل انتشار الدعوة العباسية :
المرحلة الأولى تبدأ في مستهل القرن الثاني للهجرة، وتنتهي بانضمام (أبو مسلم الخراساني) إلى الدعوة العباسية،، وقد تميزت الدعوة في هذا الطور، بالسرية التامة، وكانت خالية من أساليب العنف. في الوقت الذي كانت فيه دولة الخلافة الأموية متماسكة.
أما المرحلة الثانية فتبدأ بانضمام (أبو مسلم الخراساني) إلى الدعوة العباسية، واستمرت حتى عام 132هـ، وهو العام الذي سقطت فيه دولة الخلافة الأموية، وقامت دولة الخلافة العباسية. تميزت الدعوة في هذا الطور، باستعمال القوة لتحقيق هدفها .
المرحلة التالثة كان أبو العباس حين بويع بالخلافة، لا يملك إلا ما ملكه جنده؛ فكانت مهمته شاقة وعسيرة. كان عليه أن يثبت أقدام العباسيين في الحكم، ويوطد أركانهم؛ فرأى أن يستعين بإخوته وأعمامه وأبناء إخوته، ويشركهم في أمره حتى لا يستأثر القواد والدعاة بالأمر دونهم من جهة، ومن جهة أخرى أراد نقل السلطة تدريجيًا إلى أيدي أفراد الأسرة العباسية. وقبل وفاة (السفاح)، عهِد بالخلافة لأخيه (أبي جعفر المنصور) ومن بعده لـ (عيسى بن موسى)، وكتب العهد بذلك وأعطاه إلى (عيسى بن موسى)، وأصيب السفاح بالجدري وهو في (الأنبار)، وتوفي عام 136هـ، ودفن في قصره هناك.
منجزات الدولة العباسية :
واصل المسلمون في العهد العبّاسي فتوحاتهم حتى وصلوا إلى البوسفور، و استطاعوا فتح كشمير، وقندهار، وكذلك الملتان، ولم يكتفوا بذلك، فقد واصلوا زحفهم حتى وصلوا صقليّة، وفتحوها، وفتحوا من بعدها إيطاليا، بالإضافة إلى ازدهار العُلوم الأُخرى في العهد العبّاسي، كالجُغرافيا، والرياضيّات، والفلك، وكذلك عِلم الطبِّ الذي اشتُهِر فيه الطبيب (ابن بختيشوع) في عهد هارون الرشيد.
ازدهار الحركة العلمية وتم تأسيس المذاهب الأربع (المالكية ، والحنيفية ، والشافعية ، والحنبلية ) وظهرت المذاهب العقائدية الأشاعرة والماترودية من أهل السنة ، وظهرت مذاهب عقلية كالمعتزلة ، ومذاهب أخرى ضالة .
ازدهرت الصناعات كصناعة الورق للتدوين والأقمشة وازدهرت صناعة السجاد والزخرفة ، وظهرت الزخرفة الإسلامية وكان للخطاط أهمية كبيرة وظهرت خطوط الرقعة والخط الكوفي .
لقراءة حلاقتنا السابقة في هذه السلسلة المرجو الضغط هنا
Comments